«إسكوبار الصحراء»!

«إسكوبار الصحراء»!

مصطفى لغزيوي كان هذا الملف مرتقب التفجير قبيل زلزال الحوز الأليم بهنيهات، لكن القدر شاء لتلك الجمعة الأليمة أن تحول الأنظار عن كل شيء، وأن تجعل المغرب كله، ومعه جزء غير يسير من العالم يهتم فقط بالهزة الأرضية العنيفة التي خلفت ما يقارب ال3000 قتيل، ومعهم – رحمهم الله – دمارا شديدا ومصابين كثراً وإعمارا

مصطفى لغزيوي

كان هذا الملف مرتقب التفجير قبيل زلزال الحوز الأليم بهنيهات، لكن القدر شاء لتلك الجمعة الأليمة أن تحول الأنظار عن كل شيء، وأن تجعل المغرب كله، ومعه جزء غير يسير من العالم يهتم فقط بالهزة الأرضية العنيفة التي خلفت ما يقارب ال3000 قتيل، ومعهم – رحمهم الله – دمارا شديدا ومصابين كثراً وإعمارا ضروريا ينتظر بلادنا في السنوات المقبلة، مما واجهناه بشجاعة مغربية معهودة شهد بعظمتها العدو قبل الصديق والبعيد قبل القريب.

الآن، المجال مفتوح للهزة القضائية، التي تقول كل الأخبار إنها ستكون عنيفة هي الأخرى، طالما أن لائحة الأسماء الواردة فيها هي من العيار الثقيل، بل الثقيل جدا، كما أن لائحة الاتهامات الواردة في هذا الملف حسب ما رشح منه ووصلنا إلى حد الآن) اتهامات ستزعزع اكثر من شخص، أو لنقل شخصية واكثر من كيان.

القصة باختصار سريع، وحسب ما يسمح لنا به القانون (قانون النشر والصحافة الذي يمنع الصحافة المهنية من نشر معلومات غير دقيقة أو غير مؤكدة الصحة عكس التلويح بكل شيء عبر الانترنيت دون وثائق او مستندات ووفق منطق جيب يا فم وقول الخطير)، هي قصة مواطن من جنوب الصحراء (من مالي تحديدا له افضال، وأمر أكبر من الأفضال بكثير على مجموعة من الناس.

هذا المواطن الجنوب صحراوي، الذي يعد بطل هذا الملف الذي يحمل اسمه «إسكوبار الصحراء»، يوجد في قبضة العدالة، وقرر في إطار دفاعه عن نفسه أن ينهج سياسة الأرض المحروقة، بأن وجه اتهامات خطيرة بالأدلة على ما يبدو لشخصيات استفادت معه، وهو لا يرى الآن أي سبب يجعله يذهب لوحده ضحية كل ما وقع، طالما أن المستفيدين مما وقع كثر، وقد ذكر أسماء الجميع.

الابحاث الدقيقة، التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية منذ ما يفوق الثمانية أشهر في هذه القضية، انتهت الآن، وقطعت أشواطا حاسمة في تحديد خيوط الشبكة المتورطة مع المتهم الرئيسي الذي تحمل القضية اسمه «إسكوبار الصحراء».

وقد تمكنت هاته الأبحاث الدقيقة، التي جرت وتجري بتنسيق تام مع النيابة العامة بالعاصمة الرباط، من الوصول إلى العديد من المتورطين الفعليين فيها.

ومن بين الذين شملتهم أو ستشملهم عمليات الاستماع والتحقيق في أفق المساءلة القانونية فور انتهاء التحقيقات منتخبون وشخصيات وازنة سطروا جيدا على وازنة من الجهة الشرقية، كما تضم أوراق هاته القضية الضخمة أسماء منتخبين كبار وشخصيات ذات وزن مؤثر في جهة الدار البيضاء سطات (وسطروا مجددا على كلمتي «كبار» و «وزن مؤثر».

القضية تهم ضبط شبكة دولية كبرى لتهريب المخدرات وترويجها، تورطت في عمليات تبييض للاموال عبر مشاريع عقارية وسكنية وترفيهية في مدن شرق المملكة (السعيدية)، وفي الدار البيضاء وغيرها.

كما تحتوي أوراق هذا الملف الضخم والمثير على اتهامات خطيرة بالنصب والاحتيال واستغلال النفوذ والسلطة لاجل الاغتناء غير المشروع.

وعلى ما يبدو من خلال كل المؤشرات، فإن العمل الدقيق والمضني للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الذي يتواصل دون انقطاع منذ ما يفوق النصف سنة، وصل إلى حل أغلب الغاز هذا الملف الذي يقترب من نهاية ستفاجئ نتائجها الرأي العام الوطني، وستؤكد الا أحد فوق القانون في المغرب اليوم .

هذا الملف ينذر فعلا بهزة حقيقية، ودون أي تسرع في النشر – عكس ما وقع ويقع حاليا في الأنترنيت – يمكن القول من الآن أن الفرجة مضمونة لأن الأسماء والمعطيات والمبالغ المالية وحجم العقارات والصفقات التي وصلتها أذرع إسكوبار الصحراء هي أمور تقترب من حدود الخيال والأجمل في كل هذا هو أن التعليمات واضحة جدا: القانون سياخذ مجراه، وسيجري على جميع المتورطين، كيفما كانت أسماؤهم وصفاتهم ومناصبهم، بل وحتى تغولهم في مفاصل عديد الأشياء

في الانتظار إذن….

Posts Carousel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

Latest Posts

Top Authors

Most Commented

Featured Videos