محمد مقبول – المحمدية

تشهد مدينة المحمدية، ظاهرة متزايدة تسترعي الانتباه وتثير القلق لدى العديد من السكان والزوار على حد سواء. تتمثل هذه الظاهرة في انتشار الأطفال المتسولين بالمدينة عامة وأمام المراكز التجارية الكبرى خاصة.

مع زيادة أعداد المتسولين، خاصة الأطفال منهم، أمام المراكز التجارية، أصبحت هذه الظاهرة تزداد يوما بعد يوم و صارت مهنة لدى البعض. حيث يعمد هؤلاء الأطفال إلى استجداء المارة والزوار بشكل متكرر ومستمر و البعض يتظاهر ببيع بضائع معينة.

ويؤكد العديد من رواد هذه المراكز التجارية، أن وجود هؤلاء المتسولين يؤثر على تجربتهم ويشعرهم بعدم الراحة والحرج أثناء تناولهم الطعام في المطاعم المجاورة أو أثناء تسوقهم.
ولا يقتصر تأثير هذه الظاهرة على الزوار فحسب، بل يمتد ليشمل جمالية المدينة وصورتها العامة. الأطفال المتسولون غالباً ما يتواجدون في الأماكن الأكثر ارتياداً من قبل السكان والسياح، مما يترك انطباعاً سلبياً حول المدينة. هذا بالإضافة إلى المخاطر الاجتماعية والنفسية التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال، حيث يكونون غالباً ضحايا للاستغلال والإهمال.
على الرغم من الجهود المبدولة من قبل السلطات المحلية وجمعيات المجتمع المدني لمحاربة هذه الظاهرة، إلا أنها لا تزال مستمرة وتزداد تفاقماً، نتيجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها هؤلاء الأطفال.

في الختام يبقى السؤال مطروحاً حول كيفية التصدي الفعال لهذه الظاهرة من خلال تحقيق التوازن بين حماية الأطفال ضحايا الظاهرة والحفاظ على جمالية المدينة، وتبني الحلول الناجعة المبنية على تضافر جهود جميع الجهات المعنية من سلطات محلية، جمعيات المجتمع المدني، للعمل على معالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة وتوفير بيئة أفضل لهؤلاء تتيح لهم فرص حياة كريمة ومستقبل أفضل.