محمد مقبول – المحمدية تعتبر مدينة المحمدية واحدة من المدن المغربية ذات التاريخ العريق والموقع الجغرافي المميز، حيث تقع بين مدينتي الرباط والدار البيضاء. ورغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها المدينة، إلا أنها تعاني من غياب واضح في البنية التحتية الثقافية، مما يؤثر سلبًا على الحياة الثقافية والفنية فيها . من أبرز الشواهد على هذا التهميش
محمد مقبول – المحمدية
تعتبر مدينة المحمدية واحدة من المدن المغربية ذات التاريخ العريق والموقع الجغرافي المميز، حيث تقع بين مدينتي الرباط والدار البيضاء. ورغم الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها المدينة، إلا أنها تعاني من غياب واضح في البنية التحتية الثقافية، مما يؤثر سلبًا على الحياة الثقافية والفنية فيها .
من أبرز الشواهد على هذا التهميش هو المسرح البلدي “عبد الرحيم بوعبيد”، الذي كان من المفترض أن يكون منارة ثقافية للفنون المسرحية والموسيقية والأنشطة الثقافية المختلفة. ومع ذلك، فإن هذا المسرح يعاني من الإهمال وعدم الاستغلال بشكل كامل. لقد أصبحت قاعاته الفارغة وأروقته المهجورة رمزًا لمشكلة أعمق تتعلق بعدم الاهتمام بالثقافة والفنون في المدينة.
تم بناء مسرح عبد الرحيم بوعبيد في التسعينات القرن الماضي و الذي بلغت تكلفة بنائه 6 مليار سنتيم ليكون فضاءً يحتضن العروض المسرحية والفنية، وليروج للثقافة ويعزز من المشهد الفني في المحمدية. إلا أن الواقع يظهر أن هذا المكان لم يحظَ بالعناية اللازمة، فالبنية التحتية تعاني من التدهور، ونقص الفعاليات والبرامج الثقافية يزيد من حالة الجمود التي يعيشها هذا الصرح.
ولا يقتصر الأمر على مسرح عبد الرحيم بوعبيد فقط، بل تعاني مدينة المحمدية بشكل عام من نقص حاد في الأماكن الثقافية. فالمكتبات العامة والمعارض الفنية والمتاحف تكاد تكون غائبة، مما يحد من فرص سكان المدينة وخاصة الشباب في الوصول إلى الأنشطة الثقافية والفنية.
هذا النقص في الفضاءات الثقافية ينعكس سلبًا على المجتمع، حيث يفتقد السكان أماكن يستطيعون من خلالها التعبير عن أنفسهم وتنمية مواهبهم ومهاراتهم. كما يحد من فرص التعلم والتثقيف الذاتي، ويؤثر على الجيل الصاعد الذي يبحث عن مساحات لتطوير إبداعاته.
إن وضع الثقافة في المحمدية يحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات المسؤولة لإعادة إحياء المسرح البلدي “عبد الرحيم بوعبيد” وإقامة المزيد من الفضاءات الثقافية التي تستجيب لحاجيات السكان. يمكن للمدينة أن تستفيد من تجارب مدن أخرى نجحت في تحويل أماكن مهملة إلى مراكز ثقافية نشطة تساهم في تعزيز الهوية الثقافية المحلية.
على الجهات المسؤولة اتخاذ خطوات جادة وملموسة، مثل تخصيص ميزانيات لترميم المسرح وإعادة تأهيله، وإطلاق برامج ثقافية متنوعة تشمل جميع فئات المجتمع. كما يمكن تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم المشاريع الثقافية والفنية.
في الختام ….. إن مستقبل المحمدية الثقافي يتطلب رؤية شاملة وجهودًا متضافرة من جميع الأطراف المعنية. فالثقافة ليست فقط ترفًا، بل هي جزء أساسي من تنمية المجتمع وتعزيز هويته. وبإحياء مسرح عبد الرحيم بوعبيد وإنشاء فضاءات ثقافية جديدة، يمكن للمدينة أن تستعيد دورها كمركز إشعاع ثقافي في المنطقة.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *