عبد لبصمد بنعباد بايتاس مسؤول في حكومة أخنوش، راكم سنوات من إدارة الندوة الأسبوعية، والصحافيون بدورهم بنوا وعيا متناسبا مع ما يطلبه الناطق باسم الحكومة لحضور ندوته.لن أناقش الوزير والناطق باسم الحكومة في هذه الأسطر، كما لن أخوض في اختيارات الصحافيين وقراءاتهم، سأوجه نظري إلى صورة الكراسي الفارغة، التي نشرتها موقعة وكالة المغرب العربي للأنباء،
عبد لبصمد بنعباد
بايتاس مسؤول في حكومة أخنوش، راكم سنوات من إدارة الندوة الأسبوعية، والصحافيون بدورهم بنوا وعيا متناسبا مع ما يطلبه الناطق باسم الحكومة لحضور ندوته.
لن أناقش الوزير والناطق باسم الحكومة في هذه الأسطر، كما لن أخوض في اختيارات الصحافيين وقراءاتهم، سأوجه نظري إلى صورة الكراسي الفارغة، التي نشرتها موقعة وكالة المغرب العربي للأنباء، وكالة الأنباء الرسمية في المغرب.
بناء على سنوات معدودة من العمل الصحافي، واعتمادا على تكوين دراسي، أعتقد أن نشر الصورة أمر آخر غير التقاطها، أخذ الصورة مهنة وحرفة، ونشرها وتعميمها قرار، لذلك فإن المصورين خاصة في المؤسسات ذات المسؤولية والرسمية وشبه الرسمية، يلتقطون عشرات الصور أثناء تغطية الحدث الواحد، حتى يمكن المسؤول عن النشر من الاختيار بينها بأريحية.
في المؤسسات الإعلامية الرسمية، لا يقرأ الخبر أو الصورة بنفس قيمة نشرهما، مقارنة مع أي مؤسسة “خاصة” أخرى، إذ تظلل (من الظل والظلال) “الرسمية” الخبر أو الصورة، ناهيك إن كانت تنتمي لفضاء سياسي تبتعد فيه هذه المؤسسات عن الوزراء، وتقترب من بنيات غير خاضعة لسلطة الحكومة أو المنتخبين.
الصحافة ليست الاكتفاء بنقل “ظاهر” الخبر بدقة وأمانة، بل هي كذلك إبحار فيما يختفي تحت “الظواهر” من الأحداث والوقائع، ليس عبر دخول أبواب التجني والافتراء، بل عبر البحث والتساؤل عن دلالات اختيار هذه الصورة دون تلك، أو هذا العنوان دون ذاك..
في واقعة “الوزير والكراسي”، “قد” نكون أمام خطأ غير مقصود، لكننا حتما لسنا أمام حدث عابر، بل واقعة تستوجب التوقف عندها، لصدورها عن وكالة الأنباء الرسمية، أثناء تغطيتها للندوة الأسبوعية للحكومة، وبمناسبة حديث الوزير المكلف بمهمة الناطق باسم هذه الحكومة.
نحن أمام مؤشرات تقول بأن هذا الحدث يجب أن يقرأ في السياسة، ثم بدرجة أقل في التواصل، كما أنه ينبغي أن يستعلي عن المقاربة التقنية التي تقف عن عدد الحضور، وزاوية التقاط الصورة.. والله أعلم.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *