جمال منطقة تافيلالت بعيون سودانية

في الحقيقة تعجز الكلمات والحروف عن وصف جمال وكمال تلك المنطقة ونواحيها، ومواطنيها قلوبهم من الذهب وغليانة بطيبة وإكرام الضيف، وعقولهم مملوءة بكتاب الله عز وجل، وأفواههم لا يفتر عن ذكر الله، ورسوله وحُسن الظن، هذه المنطقة التي أنعم الله عليها مواطناً وأرضاً صالحاً بغض النظر عن تأخر الحضاري البنوي، وكذا التقنيات، هذا كله لا

في الحقيقة تعجز الكلمات والحروف عن وصف جمال وكمال تلك المنطقة ونواحيها، ومواطنيها قلوبهم من الذهب وغليانة بطيبة وإكرام الضيف، وعقولهم مملوءة بكتاب الله عز وجل، وأفواههم لا يفتر عن ذكر الله، ورسوله وحُسن الظن، هذه المنطقة التي أنعم الله عليها مواطناً وأرضاً صالحاً بغض النظر عن تأخر الحضاري البنوي، وكذا التقنيات، هذا كله لا شيء مقابل المواطن الذي يختلف عن بقية المواطنيين في المغرب العربي بأكمله فيما يخص في التعايش فيما بينهم، فهذا هو الإعجاز بعينه، الناس فيها طيب الخٌلق وعفويين وكريمي المضياف، شهامة، متسامح ،بسيط العيش، ليس به طائفة دينية متطرفة، يحبون التواصل الاجتماعي، والتداخل فيما بينهم و صفاتهم وأخلاقهم، تشبه أخلاق رسول الله في كل شيء حتى درجة أن نسائهم بلباسهن السوداء في الشواريع جماعتهم القروية إذا رأيتهن يذكروك بالقرون الأولى الهجري، في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل عيد الأضحى المبارك بثلاثة الأيام في عام 2016، سافرت في المدينة الراشدية في منطقة تدعى ب( جماعة السيفا، جهة درع تافيلات) قصر أولاد الحسين التابعة لإقليم مدينة الراشدية، مع بعض أصدقائي لحضور مناسبة عيد الأضحى المبارك، وكذا حضور مناسبة حفل زفاف، لصديقان حسن الصافي وأبن عمه عبدالهادي الصافي، اللذان تزوجا كل واحداً منهما أختاً لأخر، المعروفة في تلك المنطقة ( قصة بقصة ) لكن العجيب و الغريب في الأمر، وجدت أن قريتهم مكون من القصر يسمى قصر أولاد حسين، والقصر كلها متغطي بالأخشاب والطين، إذا كنت بداخله نهارها كليلها وليلها كنهارها، بل الأعجب من ذلك أن البيوت التي توجد داخل تلك القصر تنحصر حوالي خمسمائة منزل، يزيدون أو ينقصون، بالإضافة إلى دارين؛ دارللمحسنين وداراً للأفراح، وهذا القصر مبني بالطين وليس بالإسمنت ومع ذلك الأمطار لا تتأثر معه قط، ويقولو أهل البلد أن هذا القصر بُنيت منذ 450 سنة فأكثر، وإذا رأيت ستحلف بالله بأن القصر تم بناءهُ قبل خمسة سنوات فقط. وديار جماعة السيفا مُحاطة بالأشجار النخيل وهذ ما يسمى بالسودانية أشجار البلح، وأعراف والتقاليد تلك البلدة إذا خرجت في الغابة التي تتكون بالأشجار النخيل دون غيرها من الأشجار، أن تأكل التمور بما تشاء لكن بشرط ألا تأخد معك إلى منزل، أو أي مكان أخر، ولديهم الوادي يسمى بالوادي الغريس، هذا الوادي موسمي يقولوا أهل بلدهم إذا صبت تلك الوادي، يستمر جريانه ثلاث أيام دون توقف، من شدة ما تكون عريض وواسع المساحة، لكن لما رأيت تلك الوادي شبهته بالوادي النيل، الذي يربط ما بين السودان وجمهورية مصر، إلا أن وادي النيل ذو جريان دائم والغريس موسمي، أما من ناحية تواصلهم الاجتماعية، فهم يمتازون في شهامة إسلامية وذات أخلاق رفيعة كما يشاركون في الأحزاب السياسية، لكن غريب في الأمر أن الأحزاب لا يظهرون عندهم، إلا في فترة الإنتخابات الوطنية، وهذا ما يؤنسون به أهل المنطقة، أما من ناحية واجباتهم اليومية عندما تشرق شمس الصباح إيذاناً بدخول يوم جديد، تبدأ عصافير المنطقة لتشدوا لحنها المعتاد ككل يوم، وأهل المنطقة لحنهم بتلاوة القراءن الكريم في ديورهم، بل الأعجب من ذلك أنهم يكرمون ضيفهم بسماع تلاوة القرآن الكريم من إحدى الأشخاص داخل البيت كل صباح أثناء الفطور وبعده، أما في أعراسهم فإنهم في نهار العرس كلهم يجتمعون في دار الأفراح، كما ذكرناهُ آنفاً ويتلون تلاوة القراءن الكريم، فرداً فرداً ومعه درساً من أمام مسجدهم بخصوص الزواج وإرشادته في المستقبل الأيام، ويرافقه وجبة الغداء، أما في ليلة العرس يجتمعون شباب وشابات في نفس الدار ويتغنون بأغانيهم المحلية، للإستقبال العريس ويرقصون، ولكن الذكور وحدهم مع العريس في صالة خاصة بهم والإناث في صالة خاصة بهن أيضا، والغريب في الأمر أنهم لا يأتون بالعروس في دار الأفراح، فقد يكتفون بالعريس وبعد إنتهاء هذه الحفلة يذهب العريس وأخوانه وأخواته ومعهم طبابيل صغيرة إلى البيت التي توجد فيها العروس، وهم يتغنون لغرض إستلام العروس، ويشترط أن تكون هذا الأمر في منتصف الليل، وغالباً تكون الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً، والغريب في الأمر أن في أعرافهم لا أحد يرى العروس بعينه المجرد إلا العريس وأقرب أقربائه من العريس أوالعروس، لما كنت هناك حضرت تقريباً ثلاثة أعراس، ومن ضمنهم عرس صديقي العزيز حسن الصافي لم أرَ عروستهُ قط حتى اللحظة، بالرغم من إني صديقه العزيز، الذي أعرفه ويعرفني جيداً، وكنت دُراع الأكبر لمساعدته في عرسه. هذا ما رأيته طيلة أيامي الخامس عشر يوماً، التي مكثتُها في منطقة الجماعة السيفا بإقليم راشدية وفي الأخير أشكر المملكة المغربية ملكاً وحكومتاً وشعباً على حُسن إستضافتكم في بلدكم الطيبة أخوكم زول سوداني.

إبراهيم ضوالبيت، طالب ماجستير في العلوم الإدارية والمالية، بجامعة محمد الخامس السويسي بالرباط.

Posts Carousel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

Latest Posts

Top Authors

Most Commented

Featured Videos