يرى الأمير هشام العلوي أن عودة الاحتجاجات في العالم العربي غير مستبعدة، نظرا لتدهور الأوضاع المعيشية والفكرية في مجموع البلاد العربية، حسب تعبيره.
وقال الأمير المغربي، في مقال في مجلة “لوموند دبلوماتيك” الفرنسية، في عددها لهذا الشهر، بعنوان “الانتصار الهش للثورات العربية المضادة” إن الوضع السياسي-الاجتماعي العام في العالم العربي يتسم بالركود والعياء الذي أصاب الشعوب جراء التضحيات الجسيمة والمعاناة ثم انهيار النخب السياسية والفكرية التي لم تعد تقوم بالدور المنوط بها كقائدة للتغير، وذلك كله جراء العنف الممارس من طرف الدولة.
وأضاف العلوي أن الملف الديمقراطي فقد دعم الغرب بعدما وصل إلى الرئاسة رؤساء من طينة الأمريكي دونالد ترامب والهنغاري أوربان، حيث غابت حقوق الإنسان عن أجندة البيت الأبيض إبان رئاسة ترامب، وهو ما منح أوكسجينا إضافيا الى الأنظمة العربية وبالخصوص المضادة للثورات، بالإستمرار في ممارسة العنف.
وأشار العلوي إلى أن الثورات المضادة التي قادتها أنظمة معينة نجحت في اغتيال حلم الديمقراطية، لكنه، حسب كاتب المقال، انتصار مؤقت وهش لأن هذه الثورات المضادة تفتقد لركيزة إديولوجية تستند إليها.
وذكر في ذات السياق، أنها تعرف غياب رجل قوي يشكل رمزا لها تلتف حوله هذه الثورات، وأمام هذا النقص أو نقطة الضعف، لجأت الأنظمة المضادة الى الرهان على المشاريع الرنانة والضخمة لإبهار الشعوب وكأنها تحقق تقدما عظيما، يضيف العلوي.
وأبرز الكاتب أنها مجرد مشاريع ذات صبغة إدارية لا تستقيم وتطلبات التقدم الحقيقي وليست بالمشاريع النابعة من تطور طبيعي للمجتمع.
وأبرز أن كل المؤشرات تشير إلى عودة الربيع العربي في حلة جديدة بعيدا عن خطاب الجمعيات الحقوقية الغربية أو الاستناد الى الإنترنت بشكل كبير وإنما عبر تحالف بين الطبقة المسحوقة والطبقة المتوسطة التي ارتهنت إلى الأنظمة الحاكمة بحثا عن امتيازات اقتصادية لن تدوم لأنها هشة.