نشر المعتقل السياسي ناصر الزفزافي، رسالة من داخل السجن، عبر صفحة أبيه الفيسبوكية التي تحمل إسم أحمد الزفزافي، خاطب فيها الجهات المسؤولة ممن لقبهم بـ”أولي الألباب”.

وقال الناشط الذي قاد “حراك الريف” المحكوم بالسجن 20 عاما، في الرسالة “عليكم أن تفهموا جيدا أن وجودي في السجن، جاء نتيجة للأحكام الظالمة ورغبتي في أن أرى بلادي في مصاف البلدان المتقدمة”.

وتابع المعتقل السياسي، بسجن “طنجة2” : “إن القول أن لا أحد يستحق تضحياتك لتبقى في سبيله وراء القضبان تقضي عقوبة ما تبقى منها، هو في الحقيقة كلام لا يمت إلى ثقافتنا النضالية والإنسانية بصلة”.

وتضمنت الرسالة التي تحمل عنوان، “من ناصر الزفزافي لمن يهمه الأمر من أولي الألباب”، تساؤلات عدة من قبيل: “كيف تسللت هذه الأفكار إلى عقولكم بهذه السهولة؟ وكيف سمحتم لشياطين الإنس أن توسوس لكم؟ إننا لو آمننا كلنا بهذه الأفكار الهدامة، فمن يا ترى سيدافع عن وطننا؟ ومن سينتصر للفقراء والمستضعفين؟”.

واسترسل، “نعم هناك من ضحوا من أجلنا بشبابهم وحياتهم، وهم كذلك يستحقون ان نسير على دربهم، فلا تدعوا فئة بصقها الوطن في مجاري الصرف الصحي تؤثر على أفكاركم من خلال ما تقوم به، لأن دور الشيطان هو الوسوسة وتمزيق روابط الأخوة”.

وأردف الزفزافي، “الوطن يستحق التضحية”، موضحا أن تواجده داخل أسوار السجن هو “نتيجة للأحكام الظالمة ورغبتي في أن أرى بلادي في مصاف البلدان المتقدمة، تحيون أعزاء فيها، لا تظلِمون ولا تُظلمون”.

جدير بالذكر أن ناصر الزفزافي، كان قد تنحى خلال العام الماضي عن مسؤوليته، داخل حراك الريف تاركا المجال لآخرين لاعتلاء المنصة، علهم يحققون ما فشل في الوصول إليه، على حد قوله.

وعاشت مدينة الحسيمة ونواحيها، خلال سنتي 2016 و2017، على وقع احتجاجات متتالية مطالبة بخلق مشاريع اقتصادية وتوفير فرص الشغل لسكان الريف، دامت قرابة 10 أشهر.

واعتقل كثير من النشاء على خلفية ما عرف ب”حراك الريف” ومن بينهم من وصف بالزعيم ناصر الزفزافي، الذي اتهم بتهديد أمن وسلامة الأمن الداخلي للمملكة.